هبوب الريح عيد الصانع عشر سنوات في مقاومة الأنجليز 1922-1932م - هنا الترابين

عاجل

مدونة تهتم بتراث وعادات وتقاليد قبيلة الترابين

الأحد، 10 أبريل 2016

هبوب الريح عيد الصانع عشر سنوات في مقاومة الأنجليز 1922-1932م



[ المناضل عيد الصانع الترباني عشر سنوات في مقاومة الأحتلال الأنجليزي ] :

من مواليد العمارة بئر السبع عام 1892م تاريخ استشهاده 24 جمادي الآخر عام 1351هـ الموافق يوم الأثنين 1932/10/24م, الذي ألف عصبة  سرية في قضاء بئر السبع من قومه تعصبوا له وناصروه يقال إن عدد افرادها ما يقارب العشرون شخصاً , وغاية هذه العصبة مقاومة الأستعمار البريطاني الذي اشاع مصطلح " الأشقياء " على كل عمل وطني مقاوم يقوم به شخص أو مجموعة من الأشخاص وهذه أول عصبة مقاومة ظهرت  في قضاء بئر السبع " فلسطين " في ذلك الوقت .
الرواية الأولى حسب الوثائق : 
 عيد سليمان عيد الصانع حكم عليه في عام 1922م بالسجن ستة أشهر لحيازته على اسلحة ذات قيمة عسكرية كبيرة , استولى عليها الترابين أثناء خدمتهم في الجيش العثماني وحين اندلاع الحرب الكونية الأولى وهزيمة الجيش العثماني أمام الجيش الأنجليزي في  سنة 1917م , استولى الترابين وقبائل بئر السبع على كميات هائلة من مخلفات العتاد العثماني وتم تخزينها في أماكن سرية يعلمها شيوخ القبائل , والجنود البدو الذي تطوعوا للخدمة ومحاربة الأنجليز , وفي عام 1922م عثر عيد الصانع الترباني ورفاقة من السنايمة وغيرهم على احدى مخابيء العتاد فتقاسموا تلك الأسلحة فيما بينهم وقاموا بتحميلها على ظهور الأبل والخيل واعادة تخزينها في مناطق عديدة من منطقة النقب ولسوء حظ عيد الصانع ضبط في حوزته اسلحة ذات قيمة عسكرية كبيرة حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر, ونظراً لما صادف في السجن من صنوف الأرهاق والعذاب ما لم يتحمله بشر , من أجل الأعتراف عن رفاقه وعن مخابيء السلاح , إضطر الى الفرار مجازفاً بحياته وتشرد في المناطق النائية في قضاء بئر السبع والمناطق الحدودية مع شرق الأردن , والمناطق الحدودية المصرية متوعداً بالأنتقام من كل غريب تطأ قدمه أرض بئر السبع , فقام بعمل كمائن وقطع طرق واطلاق النار على قوافل الجند والبوليس وايقاع الخسائر في صفوفهم ثم يختفي عن الأنظار , والأستعداد لجولة جديدة , وكانت كلما وقعت حادثة قتل أو تشليح في القضاء والحدود إتهمت إدارة الأمن العام عيد الصانع  بإقترافها لوجود قرائن تدل عليه , وقد بذلت بذلك الحكومة كثيراً من جهودها للقبض علية حياً أو ميتاً وعرضت مكافأة ضخمة مقدارها 250 جنيهاً لمن يقوم بالقبض عليه , ولكنها عبثاً حاولت ومن مدة بلغ مسامع ادارة الأمن إنه فر الى قضاء يافا فبثت عيونها وأرصادها للعثور على مكان إقامته وتعقب خطاه ولم تفلح في القبض عليه, وقد أقض مضاجع الحكومة وعاث في مراكز الإدارة في القضاء والحدود حرقاً وتخريباً , انتقاماً من رجال البوليس والجند ولم يتعرض لسكان بئر السبع العرب بل كان هدفه رجال البوليس اكانوا عرباً أو انجليز أو يهود, فأمر حاكم قضاء بئر السبع البوليس والجند بإحضار مشايخ الترابين فالقي القبض على الشيخ حمد الصانع و الشيخ جدوع الصوفي  ورفض الأفراج عنهم الا بعد أن يسلم عيد الصانع نفسه للبوليس وأن يسلم الشيخ جدوع جمعه أبو سنيمه فحصل اضطراب وهيجان في بئر السبع , وتحت هذا الضغط تم الإفراج عن الشيخين بتعهد بعدم ايواء هؤلاء المطاريد والمحافظة على الأمن والهدوء في مضاربهم , فأستمر عيد الصانع  لمدة تقارب العشر سنوات بأعماله الأنتقامية , وجند معه مجموعة من شبان القبيلة مجهزين بالأسلحة , والخيول العربية الأصيلة المطيعة لقنص رجال البوليس والجند ومهاجمة القوافل التابعة لحكومة الأنتداب على الحدود , فأرهقهم بعملياته البطولية ,  فاطلق عليه لقب "هبوب الريح " لسرعة تنفيذه عملياته وسرعة اختفائه , وفي عام 1930م  قام عيد الصانع ورفاقه بمهاجمة قاعدة الطيران في عوجا الحفير واشتبكوا مع جند الحراسه ودامت المعركة لساعات استطاعوا على اثرها من الحصول على غنائم من الأبل المحملة بالأسلحة  التي فر اصحابها من ميدان المعركة وقبل ان تفرغ حمولتها والتي كان مصدرها ثكنات الجيش البريطاني في سيناء , وسيقت الأبل وفرغ الثوار حمولتها في مخازن معلومة لهم في النقب وتم اخلاء سبيل اصحاب تلك الأبل وهم من قبائل سيناء , وتم مرافقتهم حتى قطعوا الحدود الفلسطينية المصرية , وفي سنة 1931م قابل الشيخ / حمد الصانع شيخ نجمات الصانع الترابين وهونجل عم عيد الصانع  المذكور بعض الرجال المسؤولين من الحكومة وحادثهم في قضية نجل عمه فأتفق معهم على أن تعفو الحكومة عنه , على أن يكون عيد الصانع  مسؤلاً عن حفظ الأمن في منطقته ( منطقة العمارة ) , وقد كان ذلك , ولما علم عيد الصانع بذلك أمن شر مطاردة السلطة له , ووثق إنها لن تتحرش به بعد الآن واخذ يدأب وراء الرزق الحلال لأطعام عائلته , وبعد فترة  بينما كان عيد الصانع جالساً مع عائلته في مضربه إذ شعر بقوات , من البوليس تحاصر المضرب , وكانت مؤلفة من المستر ليفتر مفتش البوليس البريطاني , وشعبان الخزندار , وسالم علي , ونادي البلبيسي , وكريم حداد , وكامل فلفل , ومحمد السعيداتي , وخميس عثمان وعدد كبير من الجند , تبادل عيد الصانع مع الجند اطلاق الرصاص من مدفع رشاش كان بحوزته فاوقع عدد من الأصابات في القوة المهاجمة بين قتيل وجريح فقتل نادي البلبيسي وسالم علي وخميس عثمان وظل يقوم حتى نفذت ذخيرته , حينذاك هجم عيد الصانع على فرس كانت قريبة منه وركبها ولكن سرعان ما أطلق مستر لفتر رصاص بندقيته حتى ارداها قتيلة , ولكن ذلك لم يثبط عزيمة عيد الصانع فأستعد للدفاع عن نفسه وقام باطلاق الأعيرة النارية على افراد الجند فأصيب كريم حداد وعشرة من رجال البوليس والجند  , ولكن المستر ليفتر عاجله بثلاث رصاصات سقط عيد على اثرها بين حي وميت , أما السلطة فقد إهتمت للأمر كثيراً وأرسلت قوة كبيرة من رجالها الى مخفر العمارة للمحافظة على الآمن أما عشيرة نجمات الصانع التي ينتمي لها القتيل والقاطنه على مقربة من المخفر المذكور فوفيرة العدد , وقد استاء افرادها من معاملة الحكومة لعيد الصانع ونكثهم للعهد الذي قطعوه لشيوخهم , واشتبكوا مع بوليس المخفر  , ووقعت اصابات بين الطرفين وارسلت الحكومة من يفاوض خشية حدوث مالا تحمد عقباه , أما الشهيد المناضل عيد فهو فقير الحال ويعيل عائلة كبيرة أكثر افرادها من الصغار الذين لم يبلغوا الحلم .

الرواية الثانية حسب الوثائق :  

 وقد وردت إشارة تلفونية الى مخفر بوليس العمارة الذي يبعد 45 دقيقة بالسيارة من بئر السبع عن وجود المناضل عيد الصانع وإنه يقيم في منزله في الخلاء فأخبر مخفر العمارة دائرة بوليس بئر السبع وهذه ارسلت قوة كبيرة برئاسة المستر لفتر والتقت مع افراد آخرين من رجال البوليس عند مخفر العمارة وتوجهت كلها الى مكان اقامة هذا المناضل ولما علم عيد الصانع بوصول القوات وانه مقبوض عليه لا محالة أخذ يطلق النار مع جماعته على القوات ودارت بينهما معركة حامية قتل على اثرها ضابط بوليس وثلاثة من الأفراد , واصيب عدد كبير من قوات الجند المهاجمة وقد اصيب عيد الصانع بطلق ناري صرعه على الأرض ثم حمل في احدى سيارات الجيش الى مستشفى الحكومة في بئر السبع ولكنه فارق الحياة وقد اصيب الثاني برصاصتين احدهما اصابت جبهته وأخترقت رأسه وخرجت من عنقه والثانيه اصابت منكبه وخرجت من ظهره وقد احاط الجنود بالمستشفى لمنع أي شخص من الأقتراب منه وحسب تقرير البوليس فإن عيد الصانع  يبلغ من العمرأربعون عاماً وطوله متر وخمسة وسبعون سنتيمتر , وهو ضيق الصدر , ذو لحية سوداء , وساعدين مفتولين , وتبدو على وجهه علامات البطولة.سلمت دائرة البوليس عيد الصانع لعشيرته وقد ووري التراب في مقبرة بئر السبع . 

" نحتفظ بالمصدر  وهناك تفاصيل كثيرة في سيرة هذا المناضل سنشير لها في كتابنا"
الباحث : اسماعيل بن عياد النعيمي النجمي الترباني.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق